لم تمر سوي أيام قليلة حتي تغير المزاج تماما ١٨٠ درجة..من زفة كبري لم يسبق لها مثيل لما فاز الاهلي علي اتحاد جدة بثلاثية..في مباراة ”الطعمية والكبسة” ..إلي جنازة مازلنا نشبع فيها لطما بعد هزيمة الأهلي من فلمنسيني البرازيلي بهدفين ،وحرمانه من فرصة العمر التي ربما لن تتكرر ببلوغ نهائي المونديال المقام حاليا في السعودية.
هل تتذكرون أحد نوادر الريف المصري بحكاية الست محترفة المناسبات ،التي تبرع في الرقص والزغاريد في فرح، ثم تنتهي منه وتنتقل فورا بنفس ثيابها وهيأتها وفي نفس اليوم وفي البيت المجاور لتقود النسوان في جنازة إلي ملحمة عويل وندب.
هكذا كان حال الشارع المصري في ظرف يومين..صعدنا بالأهلي القمر بعد مباراة الإتحاد وهبطنا به لسابع أرض بعد الهزيمة من الفريق البرازيلي الذي هو في الحقيقة يضم ”مشايخ” الكرة ومجموعة من معتزلي اللعب في أوروبا وفيهم من هو في سن الأربعين وأكثر..ومن الطرائف والمواقف أن هذا الفريق البرازيلي الكهل كان أسهل للأهلي من اتحاد جدة لكنه فاز بينما دك الأهلي الاتحاد بثلاثية.
هي مزاجية الكرة المصرية الحادة جدا التي لاتضمن لها مستوي ولا أداء ،وتتوقع منها كل شئ في أي وقت..لماذا؟ لأنها لعبة غير محترفة عندنا لدرجة أنه في معظم الحالات نساعد أنفسنا في هزيمة أنفسنا.. ولو لم يضيع الأهلي الفرص السهلة في الشوط الأول لأن الخضة كانت تصيبه كلما اقترب من مرمي الفريق البرازيلي، لكان للنتيجة شأن آخر..عموما كأس العالم للأندية ليست مقياسا لأي شئ والفرق لاتعرف تفاصيل بعضها البعض ولذلك يظهر لنا الدوري المصري المسكين أصعب منها..ويكفينا هذا الفريق الخزعبلي أوكلاند المقرر علينا نراه كل سنة يشارك لينهزم ولو لعب في دوري الحرافيش عندنا هينزل درجة تالتة.